مواضع استجابة الدعاء

الدُّعاء

تعريف الدُّعاء :الدُّعاء لغة : الطلب والابتهال : يُقال : دعوتُ الله أدعوه دعاءً : ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير، ودعا الله : طلب منه الخير ورجاه منه ، ودعا لفلان : طلب الخير له ، ودعا على فلان : طلب له الشر.
والدُّعاء اصطلاحاً: استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ.
قال ابن عطاء الله السكندري: للدُّعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات فإن وافق أركانه قوي وإن وافق أجنحته طار في السماء وإن وافق أوقاته وفَّى وإن وافق أسبابه أنجح.

فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه من الأسباب، وأجنحته: الصدق، ومواقيته: الاستخارة، وأسبابه: الصلاة علي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.

أقسام الدُّعاء: مستجاب، حطّ الأوزار، رفع الدرجات.
أضرُب الدُّعاء لله: قال ابن منظور في "لسان العرب" الدعاء على ثلاثة أوجه، ضرب منها توحيده والثناء عليه كقولك: يا الله لا إله إلا أنت، وكقولك ربنا لك الحمد، إذا قلته فقد دعوته بقولك ربنا، ثم أتيت بالثناء والتوحيد، والضرب الثاني: مسألة العفو والرحمة وما يُقرب منها كقولك: اللهم اغفر لنا، والضرب الثالث: مسألة الحظّ من الدنيا كقولك: اللهم ارزقني مالاً وولداً.

حقيقة الدُّعاء: إظهار الافتقار إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سِمة العبودية والاستشعار للذّلة البشرية.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه ( مراقي الزُّلف): "حقيقة الدُّعاء مناداة الله تعالي لما يريد من جلب منفعة أو دفع مضرّة من المضار والبلاء بالدُّعاء، فهو سبب لذلك، واستجلاب لرحمة المولي، كما أن التُّرس سبب لردّ السهم والماء سبب لخروج النبات في الأرض والدُّعاء سلاح المؤمن فإن كان العبد دائم الذكر والدعاء والتضرع إلي الله تعالي, فإن الملائكة تحفظه من جميع المكاره. فقد قال عليه الصلاة والسلام: لا يزال الدُّعاء والبلاء يقتتلان إلي يوم القيامة" فهذا كون الدُّعاء سببا لرد البلاء.
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: "ليس شيء أكرم على الله من الدُّعاء". أخرجه الترمذي والإمام ابن ماجه وأحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا به. وفي الصحيح أن رسول الله --صلى الله عليه وآله وسلم- - قال: "الدُّعاء هو العبادة"أخرجه أبو داود وغيره ، وخرّج الترمذي عنه عليه الصلاة والسلام: "الدُّعاء مخّ العبادة".
يقول خاتمة الحفاظ في فتح الباري: "وفائدة الدُّعاء تحصيل الثواب بامتثال الأمر، ولاحتمال أن يكون المدعو به موقوفا على الدُّعاء، لأن الله خالق الأسباب ومسبباتها".


شرائط الدُّعاء وآدابه:
1. تقدم صدقة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } المجادلة12.
2. استحباب الوضوء قبله. وذلك لما هو في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – وهو حديث طويل وموضع الشاهد منه قوله: " .... وقال: قل له: استغفر لي" فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه وقال: "اللهم اغفر لعبدك أبي عامر ....." الحديث. وهنا قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "يستفاد منه التطهير لإرادة الدُّعاء".
3. افتتاح الدُّعاء بالحمد والصلاة علي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " الدُّعاء الموقوف لا يصل منه شئ حتى تصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم"
قال أبو سليمان الدّاراني: "إذا سألت الله تعالي فابدأ بالصلاة علي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم اسأل الله حاجتك ثم اختم بالصلاة علي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فإن الله بكرمه يقبل الصلاتين وهو سبحانه وتعالي أكرم من أن يدع ما بينهما".
4. حضور القلب ولا يكون ساهياً. روى في الحديث: "إن الله تعالي لا يجيب (دعاء عبد) من قلب ساهٍ ولا قلب لاهٍ بل يلزم الخضوع والاستكانة والنزول عن القدرة والتعالي اقتداءً بيعقوب عليه السلام: "إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ"يوسف67 فتمّ له ما أراد.
5. لا تدعو وأنت مصر علي المعاصي.لما روى عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال " أحمق الناس من يتمني التوبة وهو مصر علي المعصية ".
6. الجزم في الدُّعاء، والثقة بالله تعالى في حصول الإجابة.وذلك لما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس مرفوعاً بلفظ: "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له".
7. التوسل بسيد الخلق سيدنا ومولانا محمد وبصالح الأعمال.روى الحافظ الطبراني في معجميه الصغير والكبير والترمذي من المتقدمين والحافظ البيهقي في الدلائل وابن الجزري من المتأخرين عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ً كان يختلف ( أي يتردد) إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له, فكان عثمان لا يلتفت إليه , ولا ينظر في حاجته . فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك , فقال له عثمان بن حنيف : إيت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يــا محمــد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي" وتذكر حاجتك, ثم رح حتى أروح معك . فــانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان , فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال له :ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له, ثم قال مــا ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة , وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا.ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا, ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في. فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأتاه رجلٌ ضريرٌ فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : أو تصبر ؟فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي ذهاب بصري. فقال له النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : إيت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال عثمان بن حنيف: فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط. صححه الحافظ الطبراني وغيره.
ولحديث أصحاب الكهف الذين دخلوه فانطبقت عليهم صخرة، فسدَّت مخرجه، فتوسلوا إلى ربهم بأخلص أعمالهم.
8. رفع اليدين عند الدُّعاء. وذلك لما رواه البخاري معلقا ووصله أبو نعيم كما في الفتح عن أنس "أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه". ولحديث أبي موسى الأشعري السابق عند استحباب الوضوء قبل الدعاء.
9. الإلحاح في الدُّعاء. لأنه لون من ألوان التذلل والخضوع والافتقار إلى الله -عز وجل- ، وكذا لون من حسن الظن به جلَّ جلاله.
10. الدُّعاء في كل الأحوال.وذلك لحديث المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء". أخرجه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
11. أن يكون مطعمه حلالاً.لقول النبي صلي الله عليه وسلم لسعد: "يا سعد أطب مكسبك تستجب دعوتك " أخرجه الطبراني في الصغير
12. أن يستقبل القبلة ويستقبل يديه ويرفعهما نحو السماء تعبداً بالله سبحانه وتعالى لأنها قبلة الدعاء.وذلك لما هو ثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "استقبل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- القبلة فقال: "اللهم اهد دوساً".
13. إخفاؤه سرا فلا يسمع غير من يناجيه قوله تعالى:"ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَة". الأعراف 55.
ففي الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سمع الناس يصعدون في ثنية فجع رجل كلما علي ثنية قال لا اله إلا الله فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-:" أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما

مواضع استجابة الدُّعاء:

 عند نزول الغيث والنداء والتقاء الصفوف وعند رؤية الكعبة
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت النباتي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : أصابنا ونحن مع رسول الله --صلى الله عليه وآله وسلم- مطر قال فحسر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثوبه حتى أصابه من المطر . فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه تعالى" وقال الحافظ في فتح الباري: لأنه حديث عهد بربه: معناه قريب العهد بتكوين ربه.
وقال السيوطي في الديباج : أي بتكوين ربه إياه ، والمعنى أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى فيتبرك بها.
وقال شمس الحق العظيم أبادي في عون المعبود: باب في المطر فحسر ثوبه عنه أي: كشف بعضه عن بدنه " لأنه حديث عهد بربه " أي: بإيجاد ربه إياه ، يعني أي المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها وهو دليل على استحباب ذلك .
وقال الأمير الصنعاني في سبل السلام في شرحه على حديث مسلم أعلاه: وعن أنس رضي الله عنه قال: ( أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال: فحسر ثوبه - أي: كشف بعضه عن بدنه حتى أصابه من المطر - وقال: إنه حديث عهد بربه ) . رواه مسلم وبوب له البخاري فقال: باب من يمطر حتى يتحادر عن لحيته وساق حديث أنس بطوله .
وقوله: حديث عهد بربه ) أي: بإيجاد ربه إياه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها، وهو دليل على استحباب ذلك.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: قوله :لأنه حديث عهد بربه : أي بتكوين ربه إياه. رواه الإمام مسلم [1494] والبخاري في الأدب المفرد [ 571] والإمام أحمد في المسند [11917] ورواه أبو داود في سننه [4436].
عن أبي أمامة -رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: تفتح أبواب السماء ويستجاب الدُّعاء في أربعة مواطن عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة" قال ابن حجر: حديث غريب.
وعن عطاء ـ رضي الله عنه ـ قال: ثلاث خلال تفتح فيهن أبواب السماء، فاغتنموا الدُّعاء فيهن: عند نزول المطر، وعند التقاء الزحفين، وعند الأذان" قال ابن حجر: مقطوع جيد.

 دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- :" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلا قَالَ الْمَلَكُ : وَلَكَ مثل ذَلِك". إسناده حسن ورجاله ثقات على شرط مسلم.

 دعوة المظلوم : عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعث معاذاً إلى اليمن وقال له:"اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب " رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : " دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ؛ ففجوره على نفسه " رواه أحمد

 دعوة الوالد لولده أو على ولده، دعوة المسافر:عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "ثلاث دعوات يستجاب لهن لاشك فيهن : دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده". رواه الترمذي وغيره.

 دعوة الصائم عند فطره ، ودعوة الإمام العادل ودعوة المظلوم :عن أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) رواه الترمذي وغيره.

 دعوة الولد الصالح :لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له) رواه مسلم و أبو داود والترمذي.


 دعوة المضطر : قال ابن عطاء: "صفة المضطر أن يكون العبد كالغريق، أو كالملقى في مقافر من الأرض، وقد أشرف على الهلاك، فمن صدق اللجاء إلى الله تعالى، والاستغاثة به، أجيب دعوته في الحال. قال تعالى:"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ". النمل 62 .

 من بات طاهرا على ذكر الله :عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا ، فيتعار من الليل ، فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ) أبو داود وأحمد.

 دعوة من دعا بدعوة ذي النون : عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له" الترمذي وغيره.

 دعوة المستيقظ من النوم :عن جابر -رضي الله عنه- قال : سمعت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله فيها خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة". رواه مسلم
وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا اله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فان عزم وتوضأ قبلت صلاته" رواه البخاري وغيره. زَادَ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَابْن السُّنِّيّ " الْعَلِيّ الْعَظِيم " بعد لا حول ولا قوة إلا بالله . وَفِي رِوَايَة عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ " ثُمَّ قَالَ : رَبّ اِغْفِرْ لِي , أَوْ قَالَ : ثُمَّ دَعَا". .

 دعوة الولد لوالديه : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- :"إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول : يا رب أنَّي لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك " أخرجه احمد وصحح إسناده ابن كثير.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ما من مؤمن دعا الله تعالى بدعوة ليست فيها قطيعة رحم ، ولا استجلاب إثم ، إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث : إما أن يعجل له استجابة الدعوة ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء).
وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما دخل على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال : "إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون" رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال :"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"رواه مسلم.

 دعوة الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله :لحديث ابن عمرـ رضي الله عنهما ـ عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : "الغازي في سبيل الله ، والحاج ، والمعتمر وفد الله ، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم" رواه ابن ماجة .

 دعوة الذاكر الله كثيرا : عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : ' ثلاثة لا يرد دعاؤهم : "الذاكر لله كثيرا ، ودعوة المظلوم ، والإمام المقسط" رواه البيهقي والطبراني.


 دعوة من أحبه الله ورضي عنه :عن أبي هريرة - رضي الله - قال : قال رسول الله --صلى الله عليه وآله وسلم- -: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذتي لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته" رواه البخاري .

 الدعاء عند المريض أو المصيبة:فقد أخرج مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : قال -صلى الله عليه وآله وسلم- : "إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون .. قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقلتُ : إن أبا سلمة قد مات، فقال لي: قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة " قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه، محمداً -صلى الله عليه وآله وسلم-".

 عند شرب زمزم
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما ماء زمزم لما شرب له" رواه أحمد وابن ماجة

 دبر الصلوات المكتوبة
ففي حديث أبي أمامة " قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات" رواه الترمذي.

 بين الأذان والإقامة
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :"الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد" أخرجه النسائي وغيره، وصححه ابن حبان وغيره.

 في السجود
قال -صلى الله عليه وآله وسلم- : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " رواه مسلم .

 ساعة يوم الجمعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر يوم الجمعة فقال ( فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه واشار بيده يقللها . متفق عليه.

 دعاء يوم عرفة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير رواه الترمذي. وعن طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا : "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة" رواه مالك في " الموطأ".

 الدعاء في شهر رمضان
فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة". أخرجه أحمد، وأبو نعيم في الحلية، وفي رواية "إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وذلك في كل ليلة" رواه ابن ماجه عن جابر وأحمد والطبراني عن أبي أمامة.


 عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر
ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : إن لله تبارك وتعالى ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلمّوا إلى حاجتكم قال: فيحفوهم بأجنحتهم الى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم عز وجل -وهو أعلم منهم -: ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة، قال: فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها، فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوذون؟ قال: فيقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد منها مخافة. قال: فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم". رواه البخاري، ومسلم بلفظ غير هذا اللفظ المذكور.
وروى الطبراني في المعجم الكبير عن سهيل بن حنظلة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : " ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم وبدلت سيئاتكم حسنات ".

 الدعاء بعد الوضوء
عن عمر بن الخطاب -رضي اللّه عنه- قال‏:‏ قال رسول اللّه -صلى الله عليه وآله وسلم- ‏:‏ ‏"‏مَنْ تَوَضَّأ فَقالَ‏:‏ أشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ أبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أيِّها شاءَ‏"‏ رواه مسلم في صحيحه، ورواه الترمذي وزاد فيه ‏"‏اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ‏"‏‏.‏
وفي سنن الدارقطني عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- قال‏:‏ ‏"‏مَنْ تَوَضَّأ ثُم قال‏:‏ أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أنْ يَتَكَلَّم، غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَ الوُضُوءَيْن‏"‏.